ما الفرق بين السنة والنافلة ؟

خلاصة موضوع الفرق بين السنة والنافلة .. وهو موضوع فيه خلط كثير وخطأ كبير وجب على المسلم تحري الحق فيهما.

لقد دخل الخلل والخطأ على الناس لأنهم لم يفرقوا وخلطوا بين السنة والنافلة - أي بحسبة الناس اليوم - لا فرق بين السنة والنافلة - والأثنان عندهم شيء واحد وهو "السنة" وقلما تذكر كلمة نافلة وهي الأنسب كمعنى وفعل في العبادات (عدا الفرائض) ولكن تم اطلاق مصطلح السنن في العبادات (مثل الصلوات كـ صلاة التهجد) بدلاً عن نوافل وتم الأخذ بمعنى النوافل وتعميمها على السنن - وبالتالي جاز لهم تركها أو العمل بها - الأمر سواء نتيجة هذا الخلط !! بينما هناك فرق بين السنة والنافلة - سنوضح لكم زُبَد هذه الفروقات فيما يلي.

ما هي السنة

السنة اصلاً كـ لسان تعني "ما ظهر من أمر بغير إنقطاع" - فإذا ظهر شيء من أمر ما - وكان سائر ويمضي بلا انقطاع أو تبديل فهذا سنة .. التدليل على ذلك من القرآن قول الله تبارك وتعالى : "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ" (سورة غافر الآية 85) وتفسيرها : كذلك كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل إذا عاينوا عذاب الله لم ينفعهم إيمانهم عند ذلك - أي أن سنة الله أمر ظاهر بلا انقطاع - سنته كانت في الذين خلوا من قبل - وستظل - يقول الله تبارك وتعالى : "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا" (سورة الفتح الآية 23) .. أي "السنة" لا تتبدل - لا تنقطع - أمر ظاهر سائر إلى ما شاء الله.

ولقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء للدعوة إليه باللسان وبأعمال ظاهرة أوحى الله إليهم بها - سنن / سمت الأنبياء - وسَمَتَ فلان سَمْتَ نبي الله : أي نَحَا نَحْوَهُ - وأتباعهم في ذلك واجب وبمنزلة الفرض - وإذا كان أتباعهم محل قبول أو ترك فلما أرسلهم الله مادام اتباعهم وهجرهم سواء ؟!!.. ومن أتم الأعمال - عمل النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله - وظاهر عمل النبي هو "سننه" / هدي نبي الله .. يقول الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب الآية 21 : "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".

واختلط على الناس السنة التي بُعث النبي بها أسوة لإتباعه وبين النافلة التي جعلها الله لنا (لزيادة التقرب إليه) - فرقاً بين الفرض والنافلة .. يقول النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله : "فمن رغب عن سنتي فليس مني" .. وهذا دليل على الوجوب - وليست محل قبول أو ترك - يقول النبي أيضاً : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" (المستدرك على الصحيحين كتاب العلم [ص : 288] 144) .. أجمع هذين الحديثين وأحكم بنفسك على منزلة السنة عند الله.

ما هي النافلة / تعريف النافلة

النافلة تطوع منك بين يدي الله لزيادة التقرب إلى الله - بيد أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقول الله تعالى :"وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ,وما يزال يتقرب عبدي إلي بالنوافل حتى أحبه" .. وما يزال يتقرب عبدي إلي بالسنن؟ أم بالنوافل؟ بالنوافل - تطوع منك - حتى يحبك الله .. يقول الله تعالى ذكره :"ووهبنا لإبراهيم إسحاق ولدا ويعقوب ولد ولده، نافلة لك" أي منة من الله وليس إلزاماً .. يقول الله تعالى ذكره :"ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" (الإسراء الآية 79) .. والله افترض علينا ما افترض من صلوات معروفة - أما قيام الليل؟ الصلاة بالليل دون قضاء الفرائض؟ هنا هي محلها "نافلة" - عسى أن يحب الله هذا العبد - وبالنسبة للآية "عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا".

استنتاج الفروق بين السنة والنافلة

• السنة أمر - مفروض عليك (فريضة) ولكنها فريضة لا تتعلق بالعبادات /المناسك - وإنما محلها عمل /فعل يقوم به النبي دون العبادات ويأمرنا بفعله بالمثل (مثل : قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين - كل بيمينك - ...) تجد أن النبي يأمر بهذا العمل / صيغة الأمر "افعلوا كذا / قولوا كذا".

• أما النافلة فهي عدا الفرائض ولكنها تتعلق دائما بالعبادات /المناسك - من ملحقات العبادات وليست بفريضة - فكل منسك وكل ركن فيه فرض وفيه نافلة (مثل صلاة التهجد - أو الصيام في غير شهر رمضان أي في غير وقت الفرض مثل الصيام في 6 من شهر شوال وصوم يوم عرفة وصوم ثلاثة من كل شهر (نوافل) - الزكاة فرض وإذا أخرجت أنت صدقة "تنفلت" - الحج فرض والعمرة نافلة - ركعتي ما قبل صلاة الفجر هما نافلة وباقي الصلوات عدا الصلوات الخمس الأساسية /الفرائض هم نوافل أيضاً ولا يجوز تسميتهم سنة لأن السنة لا تنقطع وواجبة) .. إذن النافلة ترخيص إما بقبول عملها أو تركها - ليست أمر - إذا فعلتها فتطوع منك تريد محبة الله لك وإذا لم تفعلها ليس عليك شيء - إنها عمل يقوم به النبي - فهي من سننه صحيح (فعل لا ينقطع عنده) ولكنه قال لنا هذه نافلة ولم يتكلم بلسانه بصيغة الأمر لفعلها دون انقطاع.

• السنة ليست مرادفة للنافلة بل النافلة عند الأنبياء جزء من سننهم

هذه كانت زُبَد أو خلاصة الكلام في أمر السنة والنافلة - نتمنى من الله أن نكون قد وفقنا في شرحها لكم.